]
كتب - حسين الدرازي وأمير البقالي:
قبل أن يحزم حقائبه متوجها إلى دولته الأم المغرب وقبل أن يودع مملكة البحرين بعد ثلاث سنوات تقريباً قضاها بين مرارة العيش وحلاوة الشعب الطيب يكشف لنا »المواطن المجنس« المغربي الأصل محسن الحسن خفايا غريبة وعجيبة منذ أن وطأت قدماه أرض المملكة.
محسن الحسن الذي لعب حارسا لمرمى المحرق (بجواز مهمات) جاء مرحبا به وأصبح طريقه مفروشا بالورود، وخرج مساء أمس الأول غريبا مهانا دون أن يتجرأ أحد من معارفه أن يودعه سوى صديق عمر عاش معه في ربوع المملكة.
قصة المغربي الحسن الذي نال الجواز الأحمر ليلعب في صفوف الأحمر المحرقاوي بها العديد من السيناريوهات الغريبة التي قد يستغرب منها القراء لما يدور فيها من أحداث وتسلسل طوال الثلاث سنوات التي قضاها في البحرين يبحث عن اجابة شافية لحقيقة وجوده مع الكرة البحرينية.
»الأيام الرياضي« حرصت على توديع المغربي محسن الحسن قبل توجهه لمطار البحرين الدولي وشاهدت كيف يحزم حقائبه مستعدا للرحيل وهو في قمة التأثر والحزن والغبن حاملا ذكريات سيئة محال أن ينساها بعدما بنى آمالا كثيرة على تواجده.
محسن الحسن قبل أن
يشرع في الحديث أخذ يعاتب المسئولين عن التجنيس متهما اياهم بالخداع والسعي إلى استغلال أوضاع اللاعبين المغربيين لكسب ودهم بشيء من الاحلام الوردية من أجل أن يكونوا مساهمين في بناء الكرة البحرينية.
ويوضح الحسن انه لم يتوقع أن تكون هذه الاحلام التي رسمها المسئولون عن التجنيس مجرد أوهام لا اقل ولا أكثر وأن المجنس من الممكن أن يسقط في هذه الخدع ذات الاسترتيجية العالية في التخطيط مثلما وقع شخصيا ليكون ضحية سهلة!
وأهم ما أراد محسن الحسن أن يوضحه للقراء الكرام من أجل وضع النقاط على الحروف هو أن المؤسسة العامة للشباب والرياضة هي من سعت في تجنيسه وليس نادي المحرق كما يشاع! مؤكدا أن الموظف في المؤسسة يوسف شريدة هو من عمل على الجلوس معه ومع عدد من مواطنيه من أجل اقناعهم بهذه الخطوة، وكان ذلك في أحد فنادق البحرين.
وعود .. وأحلام
واشار المغربي محسن الحسن أن يوسف شريدة جلس معه بحضور كلا من المغاربة فوزي عايش ويوسف رابح ومحمد بودي من أجل توظيفهم في خدمة الرياضة البحرينية والحصول على عدد من الامتيازات التي كانوا يتطلعون اليها.
واضاف: بالفعل جئنا للبحرين في يوم المباراة التي لعبها المنتخب البحريني مع شقيقه السوري على ملعب المحرق بحيث تم إعطاؤنا عددا من الوعود والاحلام التي كنا نتطلع اليها منذ وصولنا للمملكة، وقالوا الينا أن هناك راتبا مقداره عشرة آلاف دولار على كل عقد سنوي يتم توقعه.
واوضح الحسن أن هذه الوعود لم تطبق بعد أن حصل على الجواز البحريني - بو سفرة - بحيث أن المسئولين أوضحوا أنه لا يمكن أن يتم الحصول على هذه الامتيازات لأنه أصبح بحرينيا ولا يتمتع بما يتمتع به المحترفون الآخرون، ولايمكن توقيع أي عقد معه لإنه بات بحرينياً.
الوعد بدل العقد..!
واشار محسن الحسن إلى أنه استلم مستحقاته الكاملة في غضون السنتين (وهي عشرة آلاف دولار عن كل موسم) لكن بعد ذلك تغاضى المسئولون عن تسليمه مستحقاته الأخرى عن السنة الأخيرة، مشيرا إلى انه منذ أن وطأت قدماه أرض البحرين وهو لم يحصل على عقد رسمي سوى كلمة من المسؤولين حول ضرورة اعطائه كافة المستحقات لكونه بحرينيا وليس مغربيا ولا يحتاج إلى عقد.
وقال: أخذت هذه الوعود على محمل الجد لكوني أثق بالبحرينيين ولم تكن لدي نوايا سيئة تجاههم، الا أن حسن النية انقلب إلى سلب حقوقي واهانتي على الدوام! مشيراً إلى أن من وعده بالمبالغ بعد الموظف يوسف شريدة هو الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة نائب رئيس مجلس إدارة نادي المحرق، وبما إنه يحمل لقب (شيخ) فقد وثقت به كثيراً، وفعلاً تم إعطائي مبلغ العشرة آلاف دولار عن السنتين الأوليتين ولكن في السنة الثالثة انقطعت عن اللعب لفترة، وبعد عودتي للمحرق قال لي الشيخ راشد إننا سنعطيك خمسة آلاف دولار فقط في هذه السنة الأخيرة كونك لم تلعب للفريق منذ بداية الموسم بل من منتصفه، ووافقت على ذلك فعلاً، ولكنني لم أحصل على هذه الخمسة آلاف، وعندما طالبت بها قال لي مدير النادي عيسى الكواري إن ليس لديك أي عقد مع النادي ولذلك من الناحية القانونية فإن النادي غير ملتزم معك بأي مبالغ، وهذا كلام صحيح، ولكن لماذا تم إعطائي المبلغ في السنتين الأوليتين على الرغم من عدم وجود عقد معي وفي السنة الأخيرة يقولون إنه ليس لديك عقد!!
ويؤكد الحسن أن بعض المسئولين في إدارة المحرق يعادونه وينظرون اليه بازدراء وكأنه عدو وليس طرفا من اطراف الفريق المحرقاوي وهو ما اثر عليه كثيرا.
ويضيف أن مباراة الرفاع والمحرق في الدوري والتي انتهت بفوز الأول بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد شهدت (تكشيرة) قبلها من قبل أحد إداريي المحرق بعد أن عرف إن الحسن هو الذي سيكون بين الخشبات الثلاث في هذه المباراة!.
ويشير محسن الحسن إلى أن جميع اعضاء مجلس الادارة أنكروا حقوقه وحاولوا النيل منه دون سبب حقيقي يذكر مؤكدا أنه غير مذنب ولا يستحق كل هذه المعاناة.
وقال: لقد كانت هناك ( كلمة رجال ) بيني وبين نائب رئيس مجلس إدارة نادي المحرق الشيخ راشد بن آل خليفة حول مبالغه المستحقة ومع ذلك فإنه لم ير اي بوادر لتسلمها.
وكرر الحسن مرة أخرى الحسن انه لا يمتلك مستندا قانونيا لأحقيته في الحصول على المبالغ المستحقة لكنه يمتلك أدلة على استلامه للمبالغ المذكورة خلال السنتين الأوليتين.
تزوير التوقيع!
واضاف الحسن أنه استلم جوازه البحريني »بوسفرة« وعليه توقيع لشخص آخر وليس توقيعه ولكم أن تتأكدوا من ذلك بأنفسكم من خلال صورة الجوازين، وكذلك تم تزوير تاريخ ميلاده من أجل الاستفادة من خدماته في الفريق، حيث انه في الأصل من مواليد ٤٨٩١ كما هو موضح في الجواز المغربي الأصلي، بينما في الجواز البحريني مكتوب أنه من مواليد ٦٨٩١!.
واستغرب محسن الحسن هذه الطرق الملتوية من قبل المسئولين في الأندية البحرينية في سبيل الحصول على خدمات اللاعبين المجنسين من خلال التزوير والتلاعب.
ممنوع اللعب
وأضاف الحسن: لقد سعى نادي الحالة للاستفادة من خدماتي كحارس مرمى في الموسم المنصرم بعد انقطاعي لفترة عن اللعب للمحرق، وحصلت على رغبة في الانضمام معهم وقاموا بدورهم بإرسال ورقة رسمية للاتحاد البحريني لكرة القدم من أجل تسجيلي والحصول على بطاقة خاصة بي لتمثيل الفريق، لكن الرد كان قاسيا بحيث أن الاتحاد ارسل خطابا مماثلا بتوقيع أمين سره أحمد جاسم يرفض فيه ضمي للحالة بسبب انني احمل جواز »بو سفرة«، واوضح محسن الحسن أنه الأدهى من كل ذلك أن المحرق في نفس الفترة لم يحصل على هذه التعقيدات ونال مبتغاه من الاتحاد بسهولة ويسر ليكون ضمن تشكيلة فريق المحرق ومع جواز »بو سفرة« على الرغم من رفض الاتحاد المسبق لطلب الحالة، حيث انه عاد للمحرق مرة أخرى بعد رفض الاتحاد لتسجيله لاعبا حالاويا، وتم تسجيله بشكل اعتيادي وحتى في المرة الأولى قبل ثلاث سنوات تم تسجيله ايضا اعتياديا، وهذا ما يجعل في الموضوع (شرباكة)، وتفضيل الاتحاد لأندية على أخرى في التعامل وهذا أكبر دليل، إذ كيف يعارض الاتحاد تسجيلي للحالة بجواز »بوسفرة« وانا سجلت للمحرق بنفس هذا الجواز!
الطرد من الشقة
وذكر الحسن انه عندما كان يسكن في احدى الوحدات السكنية بقرية قلالي مع المحترف المغربي في صفوف المحرق إسماعيل وجغو طلب منه المسئولون تسليم جوازه البحريني فرفض ذلك واصر على استلام مستحقاته، وقال إن الذي أمره بالخروج من الشقة هو مدير الفريق المحرقاوي الأول فهد جلال وبتوصية من عيسى الكواري الذي قال لجلال مرة أخرى (خذ الجواز من محسن وإذا لم يسلمه قل له إننا سنرميه في الشارع ليسكن فيه)!!.
واوضح الحسن أن مدير نادي المحرق عيسى الكواري كان »يحشر« نفسه في كل أمر ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة ويتلاعب بمصالح اللاعبين من كل ناحية وهو من سهل عمية الطرد من شقته.
الفتح المغربي
وكشف محسن الحسن عن توجهه من جديد إلى ناديه الأصلي الفتح الرباطي المغربي من أجل اعادة مسيرته الناجحة مع الفريق بعد أن دمر المسئولون البحرينيون حياته في البحرين.
وقال: لقد تخليت عن نادي الفتح بطريقة غير قانونية مع المسئولين الرياضيين في البحرين من أجل البحرين، مع ذلك فإن ابناء فتح المغربي استعدوا لاحتضانه من جديد، على الرغم من أنه هرب من المغرب!
وأوضح الحسن إن مستواه قد انخفض بشكل كبير في البحرين نظراً للمعاملة السيئة التي كان يتلقاها، ولو ان مستواه لم يكن عالياً لما تم اختياره لمنتخبات الفئات العمرية في المغرب قبل قدومه للبحرين.
وقدم الحسن شكره وتقديره للجمهور المحرقاوي الذي وقف معه على الرغم من مساوئ المسئولين في النادي - حسب تعبيره - مشيدا بهذه الوقفات الاصيلة للجماهير، وأيضاً قدم شكره الجزيل للشيخين حسام وخليفة بن عيسى على الفترة التي قضاها معهما، مشيراً إلى أنهما لم يكذبا عليه ولا في كلمة واحدة في تلك الفترة.
الحديث المتأخر
وعن سبب تأخره في طرح كل ما صرح به قال الحسن إنه كان يتقاضى راتبه على الرغم من وجود بعض (المنغصات)، ولذلك استحمل ذلك، وأشار إلى أنه كيف سيتحدث عن هذه الأمور إذا كان يتقاضى راتبه؟!، وأكد إنه لم يرد نشر الغسيل والتحدث للصحافة عن كل ما حصل، إلا أنه لم يتوقع أن تصل الأمور في النهاية لهذا الطريق المسدود ويتم حرمانه من حقوقه