السلام عليك يا أمير المؤمنين
عام بعد وفاة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) يعني سنة 1410 هـ 1990 م سافر المرجع الديني الحاج الشيخ محمد فاضل اللنكراني ( قدس سره) الى لندن لعلاج قلبه ، وكان قد وصل اليها أول شهر رمضان الكريم .
نقل لي نجله سماحة الشيخ جواد ( دام عزه ) أن القائم بالأعمال الإيراني في لندن جاء لزياة الوالد في المستشفى وقال أن مغنياً ايرانياً واسمه ( شهرام ناظري ) مدعوّ الى لندن لحفل غنائي في صالة ( آلبرت هال ) وفي ليلة التاسع عشر من الشهر المبارك حيث يحزن فيها المسلمون ( الشيعة خاصة ) للمصيبة التي حلّت بهم في استشهاد أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، فماذا نصنع ؟ قال سماحة الشيخ اللنكراني : أخبروه انه لو شارك في الحفل سوف يُسلخ جلده حينما يعود إلى ايران !.
ولما اُخبر المغنّي ، قال : أبلغوا سلامي الحار وتحياتي الوافرة إلى سماحة الشيخ وقولوا : إن المغني (شهرام ناظري) حينما وافق على الدعوة كان قد تلقّاها بتاريخ ميلادي ، لم يعرف انه يتوافق مع التاسع عشر من شهر رمضان ، والناس قد اشتروا تذاكر الحفل قبل أربعة أشهر ولا سبيل لإرجاع المبالغ أو تغيير التاريخ ‘ خاصة في الغرب حيث المواعيد مضبوطة وفق مجموعة ارتباطات اخرى . ولكن يوعدك ( شهرام ) انه سوف يبدّل حفل السرور والطرب إلى مجلس بكاء على مصاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والحزن الشديد لفقد أعظم رجل في التاريخ البشرية بعد النبي الأكرم ( صلى الله عليه واله وسلم ) . وجاء القائم بالأعمال في اليوم التالي وأبلغ الشيخ اللنكراني كلام المغنّي وكان ذلك قبل إجراء عملية القلب للشيخ ببضع ساعات . أتذكر – والكلام لنجل الشيخ – عندما اُخرج الوالد من غرفة العملية ففي اللحظة الأولى من إفاقته وعودة حواسه قال : ( السلام عليك يا أمير المؤمنين ) ثم اُ غمي عليه . ولمّا أفاق في المرة الثانية سألني : ماذا صنع ( شهرام ) في الحفل ؟
قلت : لقد وفى بوعده ، كانت أشعاره الحزينة في مقام علي ( عليه السلام ) ومظلوميته ومصابه قد أبكت الحاضرين والحاضرات الذين لم يتوقعوا يصنع بهم المغنّي هكذا .
فشكر الوالد الله تعالى ودعا له بالخير .
وأما الأطباء المسيحيون الذين أجروا له العملية فقد قالوا أن مسيرة علاجه وتحسّنه السريع كانت خارجة عن فهمنا للقوانين الطبّية ، فقد شعرنا بأن النجاح في هذه العملية الصعبة موجّه من جهة أخرى ، ولا ندري تفسيراً لهذه الظاهرة . نعم سلام عليك يا أمير المؤمنين يالغة الأتقياء والمؤمنين .